الأربعاء، 27 يوليو 2011

موالي ولا أُبالي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم وسهّل مخرجهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موالي .. مصدرها الموالاة , فـ قد سميّت طائفة من أمّة المصطفى محمد صلوات الله عليه وآله بـ الموالين الذين والوا الإمام علي بن أبي طالب بعد خاتم النبيّين وتتبّعوا تلك الشجرة العلوية الطاهرة وصولاً إلى الحجّة القائم المهدي , وأيضاً فـ تلك الطائفة قد سميّت بـ الشيعة لأنهم شايعوا وبايعوا الحق ونصروه , وكانوا له خير أتباع بينما هوت طوائف أخرى في بحر الظلمات جهلاً , وفي أعماق الشرك سهواً , وقد يستنكر البعض استخدام كلمة الشرك فـ هي تحمل معانٍ كثيرة ومن معانيها الكفر , فـ عن سيدنا محمد صلّى الله عليه وآله أنّه قال وحتّى لا أحرّف الحديث فـ أنا سـ أتطرّق إلى معناه وإن كان لـ أحد الإخوة رأي آخر فـ له حريّة البحث والإطلاع , أحاديث خير البريّة صلّى الله عليه وآله تضمّنت عدّة دلائل ومنها :-

1- تسمية الإمام علي عليه السلام بـ الفاروق , لأنه يفرّق الناس إلي طائفتين , من اتّبعه وبايعه ومن حاربه وخذله .
2- عيد الغدير وهو الذي صاح به الرسول وقال : اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا , ورفع يد الإمام علي حتّى بان بياض إبطيهما وقال بـ ما معناه أنّه هذا عليّ الخليفة من بعدي ومن والاه فـ قد والى الله .
3- حبّ المصطفى لـ الحسن والحسين , وكيف أنّهما سيدا شباب أهل الجنّة " التي لا كهول فيها , واللّبيب بـ الإشارة يفهم ".
4- كيف زوّج المصطفى فاطمة الزهراء عليها أفضل السلام لـ الإمام علي دون سواه .
5- تسمية الإمام علي بـ مدينة العلم , وأشار إلى ذلك في حديثه الشريف : " أنا مدينة العلم وعلي بابها , فـ من أراد المدينة فـ ليأتها من بابها ".

والدليل المطلق الذي لا غبار عليه هو تنزيل من الله العزيز الحكيم الخالق البارئ المتكبّر الرحمن الرحيم : " إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا " صدق العلي العظيم .

ومن بعده جاء الأئمة الـ 11 , ومات منهم أحد إلّا مسموماً أو مقتولاً , فـ كيف لنا أن ننسى تلك الفواجع وكيف أن آل محمد قد ظلموا على هذه الأرض , وكيف كانت الدنيا - كما قال أحد الأئمة الأطهار - جنّة الكافر وسجن المؤمن , فـ قد استولى على الخلافة والحكم سلسلة لعينة من البشر تعرّض في فترتها المؤمنون لـ شتّى أنواع العذاب الدنيوي لـ يختبروا في الآخرة حلاوة الجنّة .

وقد جاءت رواية عن الحسن والحسين , كيف أن الحسين سـ يموت شهيداً مقتولاً والحسن مسموماً , كيف سـ يرحل سيدا شباب أهل الجنّة عن وجه هذه الدنيا , فـ للحسن في الجنّة قصر أخضر , وللحُسين قصر أحمر , أخضر يدل على الموت مسموماً والأحمر يدل على الاستشهاد.

واستمرّت ثمرات تلك الشجرة العلوّية في الإنتشار , ولكنّ لـ طالما كانت الشجرة المُثمرة تُرمى بـ الحجارة , فـ قد تعرّض أبناء رسول الله وآل بيته لـ ظلم على مرّ الدهور وامتدادها , ظلم تجسّد في العصر الأموي , واستُكمل في العصور العبّاسيّة.

نسأل الله تعالى لنا الهداية , ونسأله أن يُعجّل في فرج مولانا صاحب العصر والزّمان الحجّة القائم المهدي لـ يأخذ بـ ثأر آل بيت الرسول و يملأ الكون قسطاً وعدلاً بعد إذ مُلأ ظُلماً وجوراً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ضيوف

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بدأ مفهوم الضيافة عندما عرج جبريل عليه السلام على سيدنا إبراهيم عليه السلام في صورة إنسان , فـ أراد سيدنا إبراهيم أن يُضيّفه رغم علمه أن الملائكة لا يشتركون مع البشر في صفاتهم الدنيويّة .. وبـ هذه الحادثة بدأت الضيافة تعبّر عن حُسن الخُلق والنيّة عند العرب.

وكما هو متعارف عليه فـ إن الضيافة تكون في المنازل أو المجالس أو غيرها من دورٍ تصلح للضيافة.

ولكن قبل أن نتفهّم مفهوم الضيافة الفعلي من سيدنا إبراهيم عليه السلام قد كُنّا ضيوفاً عند الآخرين وكانت قلوبُنا مقر ضيافة للبعض الآخر , ولـ ربما كان بعض الضيوف علينا مشاعراً تتجلّى فينا.

خلال رحلتنا المتواضعة في هذه الدّنيا فـ إنّنا نلتقي بـ أُناس كثر , منهم من تكونُ نظرتنا الأولى له كـ صديق , والبعض الآخر كـ عدو , البعض تتغيّر أفكارنا عنه , والبعض الآخر قد تزداد سوءاً أو حُسناً , فـ كما قيل فـ إنّ الأرواح جنودٌ مُجنّدة.

دخل جنودي في حروبٍ ضارية , حاربت فيها من ادّعى الصداقة لـ مصلحةٍ شخصية , ومن ادّعى الحُبّ لـ يتسلّى , وقد خرجت مُطأطئً رأسي , أجرّ أذيال الهزيمة فـ قد حاربت على مدى سنتين إخواناً لي , وحين خروجي من حرب دامية , دخلت في حربٍ واجهت فيها قلبي و من سَكنَه , حتّى ازدادت الأضرار ولم يتبقَ لي سوى جُنديّ واحد , حاولت إبقاءه حتّى لا يموتَ وتَنفذ كل جنودي ويبقى قلبي بلا حراسة , حاولت وحاولت إلى أن خرج ذاك الجندي مُتسلّلاً , يبحث عن من يؤنس وحدته , وقام بـ أعمال بطوليّة حتّى التقيتُ بـ من أنساني تلك الحروب , وأشفاني من تلك الجروح , عادت إلى جيشي الروح , بدأ يتكاثر مرّة أخرى , دخلت حروباً وخرجت منها رافعاً رأسي مُنتشياً أتذوّق حلاوة الإنتصار , فـ لولا بطولة ذاك الجُندي وإيماني بـ وجود الصداقة الحقيقيّة لـ ما التقيتُ أناساً لا تستطيع أحرف اللّغة العربية الـ 28 وصفهم وصفاً يليق بـ مقامهم , فـ تسيّدوا عرش قلبي , و جلسوا على حكمِ كياني.

بعد تلك الرحلة , عُدت طالباً ثأري من كلّ من هزمني , ليس ضعفاً منّي ولكنّي لم أرد خوض معركة لا فوز فيها , عُدت فـ لم أُقاتل , ولكنّي انتصرت بـ محيّ كل ذكرى ربطتني بـ تلك الكلاب , و تناسيتُ وجودهم , قطعت حبال المودّة , وكلّ نجاحٍ حقّقوه كان بـ سببي , ليس بـ دافع الغرور ولكنّي كُنت أُشكّل فائدة كبيرة لـ من أحسنَ استغلال طيبتي.

رسالة .. لـ شخص استغّل الصداقة لـ هدف الشهرة الحقيرة , لا يُهمنّي , فـ لا أريد الشُهرة ولا أريد بِضع صفحات لم أبذل بها سوى جهد أيّام قليلة , ولكنّي أريد تعويض تلك العلاقة الحقيرة المُزيّفة التي كُنت - للأسف - أُسمّيها صداقة , كلّ نجاح حقّقته , بـ إسمي , كل حرفٌ كُتبَ , بـ قلمي , بل حتّى إنّ رسالتك التي أرسلتها لـ الجامعة أنا من كتبها لك , هنيئاً لك حياتك المُزيّفة , عائدٌ لك وبـ قوّة , بـ أدلّة , بـ رد , بـ بساطة , سـ تكرهني !

رسالة .. لـ أصدقائي و إخواني الحقيقيّين , شُكراً.

لن أحترم ضيفاً لا يحترم حُرمةَ دار قلبي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السبت، 5 مارس 2011

علامة تعجّب !

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد و آل محمد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ملايين وأكثر جمعتهم عوامل أزلية و ثابتة ، لن تتغيّر أو تتبدّد مهما طال الزمن أو قصر.

إنّنا عربٌ ، اشتركنا بالدين الإسلامي الحنيف و أبلغ اللّغات لغة الضاد التي كرّمها الله تعالى بـ القرآن الكريم ، و كانت أساساً لـ تفاضل العرب فيما بينهم و كانت تعبيراً لـ ما يجول في أنفسهم ، أما اليوم فـ هي بضع حروف تلاصقت و كوّنت كلمة ، تجمّعت تلك الكلمات الصامتة و كوّنت لغةً منسيّة و مناهج دراسيّة و كتب منسيّة جار و دار عليها الزمن ، اشتركنا في أراضٍ تقاربت من بعضها و تباعدت قلوبنا و أهدافنا.

بعنا أراضينا ، نسينا هويّتنا ، ضلّلنا عقولنا ، كذبنا على أنفسنا و ادّعينا عكس ذلك ، عندما تطرأ قضيّة فلسطين لا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله نعم و الوكيل ، هل هذا هو المؤمن القوي الذي أحبّه الله و هو خيرٌ من المؤمن الضعيف ؟!

تشاركنا بـ عروبتنا في أمور لا تتصّل بـ عروبتنا أو ديننا بـ صلة ، برامج غنائية ، جنون جلدٍ مستدير أُطلق عليه كرة القدم ، فرّقت شعوباً جمعتها القيم المذكوه أعلاه ، أحدنا يغزو الآخر بـ دافع الطمع الفطري ، شاهدنا حُكّاماً يقتلون أبناء شعوبهم حفاظاً على الكرسي العزيز الذي قُطعت رؤوس و نزفت دماء للمحافظة عليه.

ضاعت العروبة في حبّ كرسيّ و عشق كرةٍ مدوّرة 
أصبحت إنجازاتنا غناء و رقصٌ و فلّة شمعة منورة
يقتل الحاكم شعبه لا بـ سيفٍ بل بأسلحةٍ مُطورّة
في حبّ الأوطان نزفت شعوبٌ دماء عشق مقطّرة
شوّهنا صورة الإسلام بـ إرهاب و تدمير الأبراج المُعمّرة
صارت عروبتنا عادات طعامٍ و رزّ وفول ومجدّرة
إنّ العروبة أمجادٌ و إنجازاتٌ و إبداعاتٌ مسطّرة
و صار إسلامنا إرهاباً و رسالتنا قتل و أبراج مُدمّرة
بل إسلامُنا قيمٌ و تسامح و أحرفُ قرآنٍ معطّرة
إنّنا عربٌ و مسلمون فـ متّى ندرك أنّ هويّتنا جوهرة ؟!

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الأحد، 20 فبراير 2011

أنموت حتّى نعيش ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قال تعالى : " اقتربت الساعة و انشّقّ القمر " ، في الأيام الماضية رأينا دولاً تسقط و حكّاماً تهوى و ظلماً يتبدّد ، رأينا علامة تلو الأخرى تظهر لـ تمهّد لنا ظهور ولينا و ولي المسلمين الحجّة القائم المهدي عليه و على آبائه أزكى الصلاة و التسليم فـ نسأل الله تعالى ان يعجّل في فرج و خروج مولانا لـ يملأ الأرض قسطاً و عدلاً بعد إذ مُلأت ظلماً و جوراً ، فـ في انتشار الفساد علامة و في انتشار الزنا و اللّواط - و العياذ بالله - علامة و في سقوط حكّام العرب علامة ، فـ أيّ علامة ننتظر حتّى نتوب إلى بارئنا عزّ و جلّ ؟

ثورات قامت ، أحدثها و أبرزها ثورة البحرين في الرابع عشر من فبراير ، في يوم سمّاه البعض عيداً للحبّ ، فـ أعلن فيه المواطن البحريني حبّه لأرضه ، لـ دينه ، لـ انتمائه ، و لـ كون نظرته القائمة على مبدأ الثورة في دحر الظلم و الفساد ، ثورة قادتها طاقات شبابية يسير من خافها الشعب صارخاً و مطالباً بـ اسقاط امتداد ذاك الظلم الذي عاش لـ سنين.

البحرين هي تلك الدولة المليئة بـ مراقد المؤمنين ، المليئة بـ المؤمنين و المؤمنات الذين يتعرضون للكبت و الظلم و سلب الحريّات بـ اسم الظلم نفسه و صار اجتناب السياسة لـ من الكياسة صارت هذه الدولة مرقداً للفساد باسم التطوّر و التغريب و صارت دعارة الخليج و صار شعبها غريباً في بلده لا يجد قوت و زاد يومه و صبر و ابتغى من الله فضلاً و اجراً و لكنّ الساكت عن الحقّ شيطانٌ أخرس.

تكلّم الشعب و اسكت الشيطان بـ سلاح الإيمان و القدرة على التغيير ، فـ في المظاهرات رأينا من يحرق نفسه و من يرمي بـ نفسه أمام دبّابة أو مدرعة من جيوش الشيطان ، فـ هو بـ موته هذا يعيش ، بل إنّه كان ميتاً أصلاً.

نسأل الله تعالى أن ينصر إخوتنا في البحرين و يُسقط الظالم من على عرش الفساد ، و ندعو الله أيضاً أن يُعجّل في فرج مولانا صاحب العصر و الزمان و أن نكون جنده من خلفه نقاتل و نستشهد و نفوز الفوز العظيم.

في البحرين صرخ الشعب ثائراً .:. يريد إسقاط الظلم و الفساد
في البحرين صارت الشوارع بحور دمٍ .:. و الدماء هي العتاد
فـ سأل الظلم قائلاً .:. أيها الشعب ما سـ تجني من هذا العناد ؟
قال العيش الكريم و لا آبه .:. اضرب بـ سيفك و اضغط ذاك الزناد
فـ الموت لنا خلاصٌ و كرامةٌ .:. نأتيك نمتطي بالعزّ صهوة جواد
فـ هل لـ جرحٍ بـ ميّتٍ إيلام .:. و هل للنار مصير غير الرماد ؟
بسم الله والله أكبر .:. نحو موتٍ وخلاصْ و عن الظلم ارتداد

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الخميس، 10 فبراير 2011

بيضة وانكسرت

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إنها أول نظرة لـ بزغ نور ذاك العالم الأزرق الكبير , إنها أول لمسة لـ يد يشرية تحط على أجسادنا الصغيرة , إنها عملية معقّدة إنفصلنا فيها عن أحشاء أمهاتنا , إنّها تلك اللّحظة التي ينقطع فيها ذاك الحبل المدعو بـ السرّي , كان مصدرنا الوحيد لـ الغذاء , وكان صلة تصلنا بـ تلك المستعمرة المعقدة التي كانت تحوي أجسادنا الصغيرة التي بدأت بـ قدرة الباري عزّ وجل من نطفة , إنّها تلك اللحظة التي سُجّلنا فيها كـ كائنات بشرية تعيش على سطح هذا الكوكب.

تبدأ رحلتنا في هذا الكون بـ عمر الطفولة , عمر يتسّم بـ البراءة , لا نكترث فيه إلّا لـ بضعة ألعاب ورسوم متحركة , حرّكت حياتنا وهزّت مشاعرنا , كنّا نعيشها لحظة بـ لحظة ظنّاً منّا أن تلك هي حدود دنيانا , كنّا نعي خالقنا ونخافه ضمن حدود تفكيرنا , نخاف النار لأنّها حارّة ونطلب الجنّة لأنها باردة و سـ نجد فيها السعادة , بـ طبيعة الحال وكوننا نعيش في عالم إسلامي , فإنّنا منذ نعومة أظفارنا نعي رؤوس أقلام من ديننا الحنيف , وفي ذاك الوقت كنّا ما زلنا تحت أجنحة الحنان التي تغطّينا بها الأمهات والآباء ويخافون علينا , وكانت تحيط بنا قشور بيضة الطفولة والبراءة.

إنكسرت البيضة , إنّها أصعب مرحلة في حياتنا , نتحرّر فيها من البراءة وكأنّنا نتحرّر من أغلال تحيط بنا وتعيقنا عن أداء أنشطتنا التي يفعلها عادةً من هم في عمرنا , نعم لقد كبرنا , لقد وصلنا إلى سن المراهقة وما بعدها بـ يضع سنوات , نرى أنفسنا أسياد زماننا , أنّنا رجال والرجال قليل , كان مفهوم الرجولة لدى الأغلبية خاطئ , كنّا نرغب بـ التدخين والتعرّف على الجنس الآخر ظنّاً منّا أنّه الحل الأمثل لـ نرتقي بـ رجولتنا نحو مستوى آخر , ولكنّ البعض الآخر الذي كان يمثل الأقلّية فقد كان عاقلاً منذ صغره , مرّت عليه فترة المراهقة مرور الكرام , لـ يكون رجلاً بـ معنى الكلمة , رجلٌ بـ سن صغيرة , يحكمه عقله لا نفسه , وقد كان يعد عملة نادرة في هذا العمر , و قد بدأت تظهر ملامح شخصياتنا في هذا العمر , وكانت تتشكّل كما يتشكل الطين الذي كنّا نلعب فيه في مرحلة طفولتنا , كانت تغيّر النشاطات الخارجية والعوامل المحيطة تأثر في تلك الملامح , لأنّنا كنّا كـ الإسفنج يمتص ما حوله دون تردد , فـ منّا من لجأ إلي رفقة السوء , ومنّا من لجأ إلى النوادي الرياضية , أو حتّى المخيمات والمراكز الإسلامية , وبـ الطبع فإن تلك الأماكن كانت تحتوي على نسبة فساد والمقادير تختلف من مكان لـ آخر , ولكنّ الكلمة الأولى تعود لنا , لأنّنا نقرّر في هذا العمر ما نريد أن نصبح ونكون.

انقضت تلك السنين , منّا من قد انتقل إلى مرحلة الرجولة , ومنّا من بقي مراهقاً على حاله القديم , لم يتغير بل زاد صبيانيّة وشقاء , أمّا من انتقل إلي مرحلة الرجولة فـ قد تأثر لا محالة بـ قرارات اتخذها في فترة مراهقته , إمّا أن تفيده أو تضره , وبعد أن اكتملت ملامح شخصيته وتشكّلت لـ يصبح رجلاً مستقلاً بـ رأيه وتفكيره , لا يؤثّر عليه ما حوله , ويبدأ نمط حياته بـ التغيّر , فـ منّا من يرغب بـ إكمال نصف دينه واللّجوء لـ الزواج , ومنّا من يريد " الحريّة " كما يسميها البعض ويبقى أعزباً , بـ الطبع فإن " الرجل " سيد قراراته يفعل ما يشاء وقت ما يشاء , ولكنّ الرجولة هي أن تكون مسؤولاً عن نفسك , قولاً وفعلاً.

يتساقط الشعر , ومعه يتساقط أحبابنا الذين عشنا معهم طوال حياتنا , يرحل الواحد منهم تلو الآخر , و كل ما نفعله هو الإنتظار حتّى يحين موعدنا الذي نلقى فيه ربّنا فـ نحاسب على أعمالنا , إن خيراً فـ خير و إن شرّاً فـ شر , وعندما نشيخ فإن جلّ ما نفعله هو تذكر طفولتنا وأيام المراهقة ونرغب في العودة إلى تلك البيضة المكسورة التي كنّا نتوق لـ الخروج منها , لكنّ ما لم نفهمنه أن تلك البيضة لن تسعنا الآن , بل إنّ ما يسعنا هو حفرة صغيرة تكون مثوانا الأخير.

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة , اللهم أنر حياتنا بـ نور الإيمان , واللهم لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

السبت، 1 يناير 2011

رأس إبليس

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كل عام وأنتم بخير وبتمام الصحّة والعافية , عافانا الله وإياكم وكتب لنا عاماً مليئاً بالسعادة الدينية والدنيوية ..
1\1 .. رأس السنة , أو قد أسمّيه رأس إبليس لأن الناس قد كوّنوا فكرة خاطئة وكأن أنّ الأقلام مرفوعة في هذا اليوم أو اليوم الذي يسبقه لـ يعمرّوا لياليهم بـ الخمر وممارسة ما لذّ لهم من حبّ الدنيا وعبادة لـ الشهوات , يطوّقهم ذاك الطوق الحقير الذي يسمى بـ النفس الأمّارة بـ السوء التي أقسم بها الله في كتابه العزيز , حتّى أصبح الناس كلاب الشهوات وعباد الدنيا ..
يختبئون في أهون البيوت في منتصف كثبان الرمّال لـ يختبئوا عن أعين الناس ولكنّ الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون .. وكأنّهم في بعض الأحيان يتفاخرون في المعاصي وينصّبوها أوسمةً على صدورهم النجسة وهم يزدادون هلاكاً دينياّ ودنيوياً ..
يمارسون الزنا كـ الحيوانات التي تقودهم الشهوة لـ يكونوا أسرى للجنس الآخر وكلٌ يغنّي على ليلاه ..
تذكرة بسيطة فيها من الوعظ والوعيد الشيء الكثير , فقد قال تعالى :-
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون , إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون  )
( ولا تقربوا الزنا )

في نهاية حديثي أودّ أن أُهنّئ البعض بـ رأس السنة , وأتوعد البعض بـ عذاب الله بـ رأس إبليس وكلاب الكبائر ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

السبت، 25 ديسمبر 2010

أرفف الزمن

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعيب زماننا والعيبُ فينا .:. وما لـ زماننا عيب سوانا

2010 , سنة توشك على أن تكون في طيّات الماضي , وأن تنضم إلى السنين الماضية في أرفف الذكريات , إثني عشرة شهراً مرّوا مرور الكرام , ذقنا فيها حلاوة السعادة ومرّ التعاسة , ودّعنا فيها أناساً رحلوا لـ يكونوا في حفرة مظلمة إمّا أن تزيدها أعمالهم ظلمة أو تنيرها لـ تكون روضة من رياض الجنة , ودّعنا فيها أناساً كانوا جزءاً كبيراً من حياتنا لـ أسبابٍ قد نجهل حقيقتها في بعض الأحيان , ودّعنا فيها إخواناً كانت لهم بصمة في حياتنا , لازالوا على قيد الحياة لكنهم ماتوا في قلوبنا واستمرّت مجالس العزاء فترة طويلة فـ لم يكن ذلك الموت موتاً مادياً يقيمون عليه العزاء لـ ثلاثة أيّام , بل هو عزاء معنوي يحتضنه قلبك محملّاً بـ الأسى , يعض أصابع الندم حتى لو لم تكن أنت القاتل في تلك الجريمة المأساوية ..
على الجانب الآخر فـ نحن استقبلنا أناساً قد تمكنّوا من سد الفجوات من تلك الطعنات السابقة التي خلّفها من ورائهم أناس لا يرتبطون بـ الإحساس بـ صلة , حتى أصبحنا لا نميّز الصديق من العدو فـ كثرة الصدمات تضعف القلب ..
البعض قد لا يفهمني والبعض الآخر قد لا يتفّق معي ولكن جلّ ما أريده هو أن أعبّر عمّا يجول في نفسي بـ حريّة ..
قد أقول بـ أنّي لا ألوم الزمن والدهر , ولكنّ الأحداث قد تفاقمت عليّ حتى صرت أكره هذه السنة وأتمنى أن أمزّق تلك السنة من صفحات السنين لا أطويها , أتمنى أن لو أننّا في أحد تلك الأفلام حين يتعرض البطل لـ محو لـ الذاكرة أو فقدانها الدائم عن طريق جهاز آلي أو مخلوقات فضائية وما إلى ذلك ..
صرت أعيش الحياة بين التحسّر والندم ودمعة القهر , وبين أحرف التمنّي في اللغّة العربية ..
بين هذا وذاك , ولـ أكون صريحاً فـ أنا أصبحت بـ طبيعة حالي متشائماً , منزوع المشاعر , بارد القلب أو على الأرجح هذا ما أصبو إليه ..
سؤالي هو : متى سـ تكون الصدمة القادمة ؟ وممّن ؟
وداعاً أخي وصديقي , أهلاً بـ العام الجديد ..